En | Ar

الإرث الحضاري

تشتهر سورية على مستوى العالم بأنها مهد الحضارات، ويعتقد أيضاً بأنها الموطن الأصلي لشجرة الزيتون. يعتقد الكثير من الخبراء أن شجرة الزيتون البرية الأولى وجدت وزرعت أول مرة في فينيقيا، وهي دولة بحرية قديمة كانت تقع فيما يعرف اليوم بسورية ولبنان"[1]. وقد اكتشفت بقايا، مثل الألواح المكتوبة ونوى الزيتون وقطع خشبية، في أضرحة قديمة في سورية مما يدل على أن زراعة شجرة الزيتون قد عرفت منذ 3000 سنة قبل الميلاد[2].

منذ ذلك التاريخ، انتشرت زراعة الزيتون في جزيرة قبرص ومنها إلى أنطاكيا. بدأ الفينيقيون بنشر زراعة الزيتون في اليونان عن طريق أنطاكيا في القرن السادس عشر قبل الميلاد. ثم في الفترة بين القرن الرابع عشر والثاني عشر قبل الميلاد وصلت زراعة الزيتون إلى اليونان حيث تطورت هذه الزراعة وأصبحت من أهم المزروعات في القرن الرابع قبل الميلاد. وابتداءً من القرن السادس عشر امتدت زراعة أشجار الزيتون إلى طرابلس الغرب، وتونس وجزيرة صقلية. كما وصلت من الجنوب إلى شمال إيطاليا من كالابريا إلى ليغوريا. وعندما وصل الرومان إلى شمال أفريقيا، عرف البربر كيفية تطعيم الزيتون البري وكانوا قد طوروا زراعته في مناطقهم. ومع توسع الإمبراطورية الرومانية انتشر الزيتون في جميع أرجاء حوض البحر الأبيض المتوسط. لاحقاً في عام 1050 قبل الميلاد وبسبب السيطرة البحرية للفينيقيين وصلت زراعة الزيتون إلى اسبانيا. كان للعرب أثراً كبيراً في نشر هذه الزراعة بإحضار التنوع الذي يمتلكونه إلى جنوب اسبانيا.